الأربعاء، 9 يوليو 2008

الدكتور عبد الوهاب المسيرى .. مفكر أزعج الصهاينة

القاهرة-محرر مصراوي-
عن عمر ناهز السبعين عاما .. وبعد معاناة مع مرض عضال ، غيب الموت الخميس الكاتب والأكاديمى المصرى الدكتور عبد الوهاب المسيرى،الذى بدأ حياته دارسا للآداب وأمضى معظم سنوات عمره فى الدراسات الإسرائيلية وكان فى آخر أيام حياته ناشطا سياسيا بارزا انتظم فى صف المعارضة .
ويعد المسيرى من المفكرين الموسوعيين، وامتاز برؤيته التحليلية التى عبر عنها في موسوعته الشهيرة عن "اليهودية والصهيونية"، والتى تجاوز فيها كافة الكتابات "التآمرية" والشعبية الشائعة فى المشهد الثقافى العربى، والتى شكلت وعى الجماهير العربية عنها لأكثر من نصف القرن .
هذا بجانب كتابات أخرى فى نقد الشعر والحداثة، والعلمانية كنموذج معرفى الى جانب تبنيه لما كان يسميه "الخطاب الاسلامى الجديد " .
وصدرت له عدة مؤلفات في موضوع الصراع العربى -الاسرائيلى من أهمها "البروتوكولات" و"اليهودية والصهيونية" عام 2003، "فى الخطاب والمصطلح الصهيونى" .. كما لا يزال تحت الطبع كتابان له، هما (الفكر الصهيوني من هرتزل حتى الوقت الحاضر) ، و(من هم اليهود وما هى اليهودية؟ اسئلة الهوية والازمة الصهيونية).
ويعرض تنوع الميراث الثقافى والأكاديمى للمفكر الراحل عبد الوهاب المسيرى، مسيرة مناضل جاوزت خمسين عاما، قضاها متنقلا بين ميادين العمل السياسى والأدبى، بالكلمة تارة، وبالهتاف والتظاهر تارة اخرى .
والدكتور عبد الوهاب المسيرى أستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس ، ولد في دمنهور عام 1938 حيث تلقى تعليمه الابتدائى والثانوى ..والتحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعين معيدا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964(من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراة عام 1969 من جامعة( رتجرز ).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفى عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 - 1988)،كما عمل أستاذا زائرا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 - 1975)، ومستشارا ثقافيا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 - 1979).
وهو عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير فى عدد من الحوليات التى تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا .
والتحول الأكبر فى حياة المسيرى، كما اعتاد أن يردد الفقيد، هو نزوله الشارع السياسى فى مصر عضوا مؤسسا لحركة "كفاية"، أول حركة معارضة شعبية فى مصر منذ ثورة يوليو 1952، قبل أن يتولى منصب منسقها العام فى يناير 2007.. وتصدى المسيرى فى العامين الماضيين للعديد من قضايا الفساد وانتهاك الحريات، وشارك بوقفات وتظاهرات، رغم مرضه وتقدم سنه، للتضامن مع القضاة والصحفيين .
كما شارك المسيرى فى حملة مصرية للحفاظ على اللغة العربية ، كما تصدى لدعوة اسرائيلية لتدريس اللغة العبرية لغة ثانية فى المدارس المصرية، وغيرها من المعارك الثقافية والوطنية التي اعتاد عليها.
ويعد الدكتور المسيرى قيمة ثقافية عربية وإسلامية كبيرة ، حيث يعد احد المراجع الرئيسية فى الدراسات الصهيونية،وهناك محطات عديدة مرت بها حياة المسيرى، فمن جماعة الإخوان المسلمين التي انضم لها في سني شبابه، إلى الماركسيين الذين لازمهم سنوات ليرصد عن قرب هذا الفكر الجاذب عندئذ، ثم الولع والغرام بالنموذج الغربى الذى ألقاه فى بحر الأدب الغربى ينهل منه سنوات طوالا، قبل أن تحط سفينته رحالها على شاطئ الثقافة الإسلامية لينطلق في تأملاته وتفسيرات لواقع الأمة الإسلامية والحركات السياسية بها.
وبخلاف التحولات الفكرية، تنقل المسيرى بين صنوف العمل الأكاديمى والثقافى ثم السياسى، فبدأ حياته مدرسا بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب حيث تخرج، ثم باحثا فى الأدب الإنجليزي الذي برع فيه وفى ترجمة مؤلفاته.
ومن مؤلفاته فى الأدب الغربى "مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي، النصوص الأساسية وبعض الدراسات التاريخية والنقدية" "الفردوس الأرضى، دراسات وانطباعات عن الحضارة الأميركية" "العالم من منظور غربى" "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة".
ومن أبرز إنجازات المسيرى موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية والتى إستغرقت منه حوالى ربع قرن ونشرت تحت عنوان "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد" ، وهى مكونة من ثمانية مجلدات عام 1999 .
وبعد أن قضى نحو ربع القرن فى إعداد موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية" كان الدكتور المسيرى يعد موسوعة عنوانها (الصهيونية وإسرائيل) تتناول إسرائيل من الداخل مجتمعا ومؤسسات بهدف تعميق فهم (هذا الكيان الاستيطانى حتى تتحسن كفاءتنا فى المواجهة معه كدولة وظيفية) لا تختلف كثيرا فى رأيه عن دولة المماليك التى نشأت فى منتصف القرن الثالث عشر الميلادى واستمرت 267 عاما.
وكان آخر ما أنتجه المسيرى بيانه الشهير بمناسبة الذكرى الستين للنكبة ، كما حظى مقال له يتوقع فيه (نهاية قريبة) لإسرائيل ربما فى خمسين عاما،باهتمام فكرى وإعلامى كبير .
ونفى مؤلف موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" أن يكون لهذا التوقع علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل، مشددا على أنه يقرأ معطيات وحقائق فى سياقها الموضوعى ويستخلص ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج.
وقال الدكتور المسيرى فى مقاله(إسرائيل ستسقط فى 50 عاما) إن التشابه بين إسرائيل ودولة المماليك لا يعنى أن تستمر 267 عاما لأن الدورات التاريخية أصبحت الآن أكثر سرعة مما مضى".. وأضاف أن "العدو الآن فى حالة تقهقر بعد أن لحقت به هزائم عسكرية متوالية" منذ ستينيات القرن العشرين وحتى حرب صيف 2006 مع حزب الله والتى أثبتت أن إسرائيل يمكن أن "تهزم".
وقال المسيرى إن "الباحثين الإسرائيليين أنفسهم لا ينكرون هذا الخوف حتى أصبحت "كمية الكتابات" فى إسرائيل عن نهاية دولتهم "مملة" وأضاف أن هذا الهاجس لازم مؤسسي إسرائيل ومنهم ديفيد بن جوريون أول رئيس للوزراء الذى ألقى عام 1938 خطابا تضمن أن الجماعات اليهودية فى فلسطين لا تواجه "إرهابا".
وذكر المسيرى أن بن جوريون اشار الى الارهاب- فى خطبته تلك- بأنه مجموعة من العصابات ممولة من الخارج ونحن هنا لا نجابه إرهابا وإنما حربا، وهى حرب قومية أعلنها العرب علينا، هذه مقاومة فعالة من جانب الفلسطينيين لما يعتبرونه اغتصابا لوطنهم من قبل اليهود، فالشعب الذى يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا".
ورغم التباعد الظاهرى بين التكوين الأكاديمى لعبد الوهاب المسيرى وبين اهتماماته الفكرية فإن انتقاله من دراسة الأدب الإنجليزى والأميركى إلى التخصص في دراسة الصهيونية والجماعات اليهودية في العالم لم يمثل تحولا جذريا فى مساره الفكرى، ذلك أن ميزة مشروعه الأدبى تكمن في أنه ذو طبيعة فكرية بالأساس ولهذا فإن دراسته للأدب لم تكن دراسة فنية للنصوص بقدر ما كانت دراسة إشكاليات فكرية كما تكمن أو تتجلَّى في النصوص.
وأوضح المسيرى أن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعنى أن (القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة هى مشروع استعمارى لا علاقة له باليهودية)..وذهب المسيرى فى مقاله إلى أن (هزيمة إسرائيل فى الحرب مع حزب الله ساهمت فيها المقاومة الفلسطينية التى أتعبت إسرائيل بوسائل رغم بدائيتها لا يوجد لدى إسرائيل وسيلة لصدها).
وأوضح أنه (فى حروب التحرير لا يمكن هزيمة العدو وإنما إرهاقه حتى يسلم بالأمر الواقع)..ويستدل المسيرى بما حدث مع المقاومة فى فيتنام التى (لم تهزم الجيش الأميركي وإنما أرهقته لدرجة اليأس من تحقيق المخططات الأميركية، وهو ما فعله المجاهدون الجزائريون على مدى ثماني سنوات (1954-1962) فى حرب تحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي).
ووصف المسيرى قيام دولة فلسطينية بالصيغة التي تقترحها إسرائيل ودول عربية وأجنبية بأنه أمر "عديم الجدوى" وقال إن (البديل هو قيام دولة متعددة الأديان والهويات) كما حدث فى جنوب أفريقيا.
ومن أشهر مقولات المسيرى "إن الأيديولوجية الصهيونية أخفقت، ولم تعد مرجعية للاسرائيليين ، لأن أحد أهم بنودها كان يقوم على أن فلسطين أرض بلا شعب، فيما ثبت العكس، فهناك شعب ومقاومة، بل ان المقاومة أخذت تحسن نفسها كما وكيفا على مدى السنين، واستمرارها غير الكثير من المعادلات داخل المجتمع الصهيوني، وترك أعمق الآثار فيه..وان الصهيونية ليست حركة يهودية، بل حركة استعمارية استيطانية إحتلالية".
ويذكر المسيرى انه مثل كثير من المفكرين كان ينظر الى الصهيونية النظرة السياسية التحليلية العادية ،لكنه قرأ بعض الكتب من بينها كتب للدكتور اسماعيل راجى الفاروقى عن اليهودية وعن الصهيونية وكتابات جمال حمدان، إلى جانب بداية اهتمامه بالبعد المعرفى أى البعد الكلى والنهائى مما اثر فيه خاصة وانه كما يقول لا يفصل بين الفكر والشعر بمعنى انه دائما يحاول ان يعيش فكره .
والنموذج التحليلى فكرة اساسية بالنسبة للمسيرى ، لأنه - فى رأيه - يربط بين المفاهيم المختلفة وإحدى مزاياه تسهيل الانتقال من مجال تحليلى إلى آخر ؛ من شكل فى الشعر مثلا إلى ظاهرة تاريخية إلى قضية فلسفية ،فالنموذج يربط بينها جميعا،وهذا ماحدث مع المسيرى فهو درس الشعر لكنه درس فكر القرن التاسع عشر وحاول الوصول الى نماذج تحليلية تصلح لدراسة الشعر وتصلح لدراسة الظاهرة الصهيونية ، ولذلك دائما يقول إن اليهودية والصهيونية- فى الموسوعة- هى دراسات حالة ، ولذلك يرى المسيرى أن المجلد الأول هو أهم المجلدات لأنه يعبر عن الرؤية وما الصهيونية واليهودية إلا تطبيقات حالة. حدث نفس الشىء فى قصص الأطفال التى كتبها . ويرى المسيرى انه يجب ان تكون لنا خصوصيتنا العربية الإسلامية ،ويعتقد ان الطريقة الوحيدة لتجاوز التحيز هى التنبه له لأنه لا يمكن ان يرصد الإنسان الواقع كأنه آلة بمعنى انه اذا رأيت حجر يسقط من الدور الثانى وطفل يسقط، السلوك فى كلتا الحالتين مختلف ،ويقول المسيرى : ( حينما أرى الجيش الإسرائيلى يضرب أطفالا ورجالا ونساء ويهدم بيوتا لا يمكن أن أرصد هذه المسألة بطريقة محايدة باردة ولذلك أنا أسقطت كلمة موضوعية وذاتية وبأتحدث عن التفسيرية، الجيش الإسرائيلى بيهدم المنازل فأقدم وجهة نظرى المتحيزة لكنها ذاتها مقدرة تفسيرية، فمثلا نأخذ تعريف الصهيونية.. يقولون فى المراجع الغربية إن الصهيونية هى القومية اليهودية وهى عودة اليهود إلى وطنهم ، سآخذ هذا التعريف وأقول لن أقول إنه متحيز أو غير متحيز وأحاول أن اختبر مقدرته التفسيرية، إن كان الأمر كذلك نفسر اذا وجود مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والحروب المستمرة والدعم الامريكى والغربى لهذه الدولة فى هذه الحالة يفتح باب الاجتهاد).
وفى تصور المسيرى أن الصهيونية حركة استيطانية استعمارية إحلالية لا تختلف فى جوهرها عن الجيوب الاستيطانية فى أفريقيا والجزائر وأن نقطة الاختلاف الوحيدة هى أنها تقدم اعتذارايات ودباجات يهودية لتبرير الفعل الاستيطانى،وهذا التعريف يفسر مخيمات اللاجئين ،يفسر المقاومة الفلسطينية ،يفسر الدعم الغربى لهذا الجانب الاستيطانى .
ويرى المسيرى ان الغرب ينظر الى العالمين العربى والاسلامى على انهما مادة استعمالية مجال للبضائع.. للاستثمارات، ولذلك فهم يريدون فتح الحدود للرأسمال وللبضائع لكن لا يفتحون حدودهم للهجرة الإنسانية من بلادنا إلى بلادهم، ومن ثم فان الحقوق المطلقة هى حقوق للإنسان الغربى والإنسان اليهودى جزء من هذا، تماما مثل الاستعمار الغربى الذى كان يتحدث عن نقل الحضارة عن عبء الرجل الأبيض .
ومهمة "عبء الرجل الأبيض " هذه قال بها الاستعمار البريطانى وهذا يندرج في إطار هذه النظرة المادية وما سماه المسيرى بالواحدية المادية التى قال إنها باطلة وإن ما يصلح أساسا لنظرة متكاملة ومتوازنة للعالم هى الثنائية.. الثنائية هى ان العالم دائما مكون من عنصرين يتفاعلان لكنهما لا يمتزجان وبداية هذه الثنائية هي ثنائية الخالق والمخلوق التى لخصت فى الاسلام فى جملة( قاب قوسين أو أدنى ) ان اشرف المخلوقات فى اشرف اللحظات لم يمتزج بالاله ،والاله هو اقرب الينا من حبل الوريد لكنه لايجرى فى عروقنا .
وكتب المسيري العديد من الكتب والدراسات والمشاريع البحثية منها: نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني (القاهرة 1972 ـ بيروت 1979)، موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية: رؤية نقدية (1975)، الفردوس الارضى: دراسات وانطباعات عن الحضارة الاميركية (1979)، الايديولوجية الصهيونية: دراسة حالة فى علم الاجتماع/ المعرفة، مجلدان ( 1981 ـ طبعة ثانية من مجلد واحد 1988م)، الغرب والعالم: تأليف كافين رايلي (ترجمة بالاشتراك) مجلدان (1985)، الجمعيات السرية في العالم: ( 1993)، الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ: رؤية حضارية جديدة ( 1997)، الصهيونية والعنف ( 1998)، و"أزمة الصهيونية" ( 1998).الفلسفة المادية وتفكيك الانسان ،والحداثة وما بعد الحداثة .
وللدكتور المسيري دراسات لغوية وأدبية من أهمها : "اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود،" و" دراسات فى الشعر"، و فى الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان" أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية." وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال.
وترجمت بعض أعمال المسيري الى الانجليزية والفارسية والتركية والبرتغالية وستصدر هذا العام ترجمة باللغتين الفرنسية والانجليزية لسيرته الذاتية.
وتم اختيار المسيرى العام الماضى منسقا لحركة "كفاية" الاحتجاجية، وفى يناير2007 تولى المسيري منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التى تأسست في نهاية 2004 .
وحصل المسيري في حياته على كثير من الشهادات كان آخرها جائزة القدس من الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب فى شهر يونيو الماضى ،وجائزة رجل العام من هيئة صيادلة مصر وقد لا يعرف الكثيرون أن المسيرى كان شاعرا وكاتبا لقصص الأطفال ونال جائزة سوزان مبارك فى أدب الطفل عام 2003، ومن إسهاماته فى هذا المجال قصص للأطفال مثل "الأميرة والشاعر"، "نور والذئب الشهير بالمكار" و"سندريلا وزينب هانم خاتون" و"أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية".
وكان المسيرى فى صغره عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ثم عضوا فى الحزب الشيوعى لكنه ظل ينظر إلى الأمور بكثير من التجريد، وفى هذا الاطار يقول "تعودت أن أضع جهازى العصبى فى ثلاجة".
وفى كتابه المهم "رحلتي الفكرية فى البذور والجذور والثمار" يعرض المسيرى لسيرته الذاتية عبر المكان والزمان والأفكار،ويحكي المسيرى قصته مع الاسلام والشيوعية منذ شبابه المبكر وتنقله من دمنهور التى نشأ فيها إلى الاسكندرية ومنها إلى نيويورك وأخيرا القاهرة التى استقر فيها.
يقول عن رحلته مع الايمان: ان الايمان لم يولد داخلى إلا من خلال رحلة طويلة وعميقة، إنه إيمان يستند إلى رحلة عقلية طويلة ولذا فانه إيمان عقلي لم تدخل فيه عناصر روحية فهو يستند إلى عجز المقولات المادية عن تفسير الانسان وإلى ضرورة اللجوء إلى مقولات فلسفية أكثر تركيبية ويوضح المسيري انه اكتشف الدين كمقولة تحليلية وليس مجرد جزء من بناء فوقى ليس له أهمية فى حد ذاته .
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط.

ليست هناك تعليقات: